انهى نادي برشلونة، بطل الثلاثية التاريخية، الدوري والكأس الإسباني ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم، موسمه بأجمل طريقة ممكنة، بعدما خطف نهائي برلين على حساب يوفنتوس ليحصد بذلك كل الألقاب التي نافس عليها.
وخطف برشلونة اللقب بعد أن مر بسلسلة صعبة من المواجهات معظمها مع أبطال الدوريات الأوروبية، قبل أن يختمها بتحقيق الفوز بثلاثية على بطل إيطاليا ليتوج باللقب.
وكشف نهائي برلين العديد من الأمور، جاء أبرزها ثقل الصفقات التي تعاقد معها برشلونة، وتأثيرها على اداء الفريق وقوته طوال الموسم وعلى ثلاث جبهات صعبة.
بينما بدى واضحا على الطرف الآخر، جودة عامل الخبرة التي تمثل في ابناء السيدة العجوز، الذين وصل للنهائي على حساب حامل اللقب ريال مدريد الإسباني.
في هذا التقرير يستعرض معكم ابرز 5 دروس مستفادة من نهائي برلين، الذي حسمه برشلونة لصالحه بثلاثية مقابل هدف على حساب يوفنتوس الإيطالي.
1 - سواريز يستحق كل ما دفع فيهأثبت النجم الأوروغوياني لويس سواريز، انه استحق ما دفع فيه بكل معنى الكلمة، حيث لاقت الصفقة هجوما حادا من النقاد لارتفاع قيمتها التي بلغت 80 مليون يورو من ليفربول، إلا أن النجم الأوروغوياني الشهير بواقعة العض، عوض البيت الكتلاني عن فترة غيابه الطويلة بتسجيل الهدف الثاني في نهائي برلين ووضع اللقب على أعتاب كتالونيا للمرة الخامسة في تاريخ النادي.
2 - بوفون لم ينته بعد
قدم الحارس الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون، حارس مرمى يوفنتوس اداء أكثر من رائع مع الفريق في نهائي برلين، وكان سببا رئيسيا في بقاء الفريق بالمباراة في أكثر من فرصة أبعدها بكل روعة واناقة.
وتسائلت وسائل الاعلام في وقت سابق عن مستقبله في ملاعب كرة القدم، حيث أجاب: "ما دمت قادرا على تقديم ما يفيد النادي فلن أعتزل".
وهو ما أثبته بوفون في نهائي برلين، حيث كان سدا منيعا أمام ثلاثي برشلونة الخارق، خاصة في الشوط الأول، ليؤكد أنه ما زال يملك في جعبته الكثير.
3 - بيرلو ونهاية المشوارربما حان وقت الراحة بالنسبة للنجم الإيطالي الدولي اندريا بيرلو، نجم خط وسط السيدة العجوز، حيث لم يقدم النجم الإيطالي القليل مما كان يقدمه في السنوات القليلة الماضية.
وشكل بيرلو في نهائي برلين عبئا على وسط يوفنتوس الذي كان بحاجة ماسة لحركة وجهد أكبر، للحد من خطورة تمريرات وسط برشلونة الشاب بوجود راكيتيش وبوسيكتس، إلا أن النجم الإيطالي استسلم في نهاية المطاف، ليذرف الدموع بعد نهاية المباراة، في لقطة شهدت تعاطف الكثير لأسطورة إيطالية بكل معنى الكلمة وربما لن تتكرر قريبا.
4 - لويس انريكي حصد ما زرعمع بداية الموسم الماضي خاصة في الدوري الإسباني، سادت حالة من التشأم البيت الكتالوني بعد أن سقط الفريق في الكلاسيكو أمام ريال مدريد ذهابا، لتبدأ صيحات الاقالة بالارتفاع في أروقة البرسا.
قبل ان يضاعف ميسي محنة المدرب الإسباني بخصومة فضحتها تصرفات الطرفين والصحافة الإسبانية، التي تابعت الموضوع عن كثب كعادتها.
إلا أن انريكي لم يفقد الأمل بالسير على خطى زميله بيب غوارديولا، وعاد من بعيد ليثبت للعالم انه لن يمر مرور الكرام مع برشلونة، وقد أثبت ذلك دون ادنى شك في نهائي برلين.
5 - النهايات السعيدة موجودة في كرة القدمعلى الرغم من قسوتها احيانا على بعض النجوم حول العالم، وربما شهدنا بالامس حالتين وهما لاعبي اليوفي بيرلو وبوفون، إلا انه بالنسبة لقائد برشلونة تشافي هيرنانديز، الأمر مختلف تماما، حيث تعتبر هذه المباراة الأخيرة في مسيرته مع النادي الكتالوني، وبالتالي ليس من الممكن تتويج مسيرته الأسطورية بأفضل من هذا اللقب.
وشارك تشافي في مباراة الأمس بديلا لزميله اندريس انييستا، ورفع كأس البطولة لأول مرة في تاريخه مع الكتلان، نظرا لتواجد بويول كقائد للفريق في السنوات الماضية.
ليثبت زرقاء اليمامة للعالم أن النهايات السعيدة ما زالت ممكنة في كرة القدم، بغض النظر عن بعض النكسات، التي تفسد ختام مسيرة بعض الأساطير ومخضرمي كرة القدم.