فيما يحظى العداء الجامايكي أوسين بولت بالاهتمام البالغ والأضواء في كل مكان يذهب إليه نظرا لشهرته العالمية بعد ألقابه وأرقامه القياسية في سباقات المسافات القصيرة على مدار السنوات الماضية، لا يحظى المنتخب الجامايكي لكرة القدم، إلا بالقليل من الأضواء والاهتمام.
ورغم زيادة نصيب اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) من مقاعد بطولات كأس العالم إلى ثلاثة مقاعد ونصف المقعد، لم يشق المنتخب الجامايكي طريقه إلى النهائيات سوى مرة واحدة وكانت في مونديال 1998 بفرنسا وحقق فوزا واحدا ومني بهزيمتين وخرج من الدور الأول.
ولا يختلف الحال كثيرا في مشاركات الفريق بالكأس الذهبية لأمم اتحاد الكونكاكاف حيث كان عدم التأهل أو الخروج المبكر هو مصير الفريق في معظم النسخ باستثناء فوزه بالمركز الثالث مناصفة مع كوستاريكا في 1993.
وتقتصر إنجازات هذا الفريق على بطولة كأس أمم الكاريبي التي أحرز لقبها عدة مرات في ظل تواضع مستوى المنتخبات المشاركة في هذه البطولة.
ولهذا، يتطلع المنتخب الجامايكي إلى تغيير هذه الصورة عندما يشارك في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها تشيلي هذا الشهر حيث يرغب الفريق في فتح صفحة جديدة والظهور بشكل آخر عما كان عليه في الماضي.
ويخوض المنتخب الجامايكي هذه البطولة بدعوة من اتحاد كرة القدم بأمريكا الجنوبية (كونميبول) ليصبح أحدث الوجوه الجديدة على هذه البطولة التي اعتادت منذ التسعينيات من القرن الماضي توجيه دعوة إلى اثنين من منتخبات الاتحادات القارية الأخرى.
وأدى اعتذار المنتخب الياباني عن عدم المشاركة وانسحاب نظيره الصيني بعد موافقته، لتزامن موعد البطولة مع التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأـس العالم 2018، إلى توجيه الدعوة للمنتخب الجامايكي من أجل المشاركة في بطولة كوبا أمريكا 2015 بتشيلي.
وتشارك جامايكا في البطولة للمرة الأولى في تاريخها لتصبح سادس الدول التي تشارك في كوبا أمريكا عن طريق الدعوات حيث سبقها كل من منتخبات الولايات المتحدة والمكسيك وكوستاريكا وهندوراس من الكونكاكاف أيضا واليابان من آسيا.
وتمثل دعوة الفريق للمشاركة بجوار نظيره المكسيكي في هذه النسخة علامة فارقة في تاريخ كرة القدم بجامايكا التي كانت أول بلد من منطقة الكاريبي يتأهل منتخبها إلى المونديال وذلك في 1998 علما بأن الفريق حقق فوزه الوحيد في المونديال على المنتخب الياباني وخسر أمام الأرجنتين وكرواتيا.
ومثلما كان الحال في مشاركته الأولى بالمونديال ، يتطلع المنتخب الجامايكي إلى تحقيق فوزه الأول في كوبا أمريكا ولكن الظروف قد لا تساعده كثيرا حيث أوقعته القرعة في مجموعة نارية تضم المنتخب الأرجنتيني المرشح بقوة للفوز بلقب البطولة ومنتخب أوروجواي حامل اللقب ووصيفه منتخب باراغواي.
ورغم احتراف معظم عناصر الفريق في أندية أوروبية وأمريكية، يبدو الفارق واضحا بين مستواهم ومستوى هذه الأندية ونظيرتها التي يحترف فيها نجوم الأرجنتين وأوروغواي وبعض نجوم باراغواي مما يجعل مهمة المنتخب الجامايكي أشبه بالمستحيل حيث يحتاج لمعجزة حقيقية لتكون له فرصة حقيقية في العبور من هذه المجموعة.
ومن المنتظر أن تقتصر فرص الفريق على خطف نتيجة إيجابية في مواجهة باراجواي والعمل على تقديم عرض جيد في مواجهة أوروغواي والأرجنتين انتظارا لمفاجأة من العيار الثقيل.
ويبرز من نجوم الفريق المهاجم ديشرون براون الذي تألق وسجل العديد من الأهداف مع فريق كولورادو رابيدز ليحصل بفضل تألقه على فرصة الاحتراف الأوروبي من خلال فريق فاليرينغا النرويجي.
ويعلق المنتخب الجامايكي وجماهيره آمال كبيرة في مشاركته بكوبا أمريكا على المدرب الألماني وينفريد شافير المدير الفني للفريق والذي يحظى بخبرة كبيرة اكتسبها من تدريب بعض الأندية الألمانية والإماراتية إضافة لتدريب منتخبي الكاميرون وتايلاند.